الخير محمد حسين ابنعوف:

سأتناول بمشيئة الله تعالى في حلقات قادمة :كتاب مفردات العامية السودانية بين الأصالة والتقليد.
الحلقة -1-
من السهل جداً أن تقنع أهلنا في السودان بأن الإنسان الأول كان سودانياً ، ولكنك تقف عاجزاً حائراً إذا ما حاولت إقناعهم بأن القبائل العربية في السودان هي سودانية الأصل.ولاأحد يسأل لماذا نحتفظ بهذا الكم الهائل من المفردات العربية القديمة في عاميتنا السودانية؟. فكثير من الكلمات العربية القديمة التي لا يستخدمها العرب في الجزيرة العربية ولافي المغرب العربي ما زالت متداولة في العامية السودانية.ومن الملفت أيضاً القناعة السائدة لدى الكثيرين ، بأن جميع القبائل العربية في السودان أتت إليه من الخارج ، وكأن السودا ن بحضاراته المتجذرة في القدم كانت أراضي خالية من السكان لتأتيها القبائل العربية من الخارج وتعمرها. ومعلوم أن ثقافة المهاجر تذوب وتندثر تحت طغيان حضارة أرض المهجر، كما هو ماثل إلى يومنا هذا في كثير من دول المهجر ، ويبدو ذلك جلياً إذا ما دققنا النظر للهجرات المنظمة التي غزت الغرب من دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى وإفريقيا. ومن المحال أن تجد في الدول الغربية – بإعتبارها أرض المهجر لكثير من الشعوب، ثقافة مهاجر ما أولغته محتفظة بمفرداتها كما هوالحال في بلده الأصل- بلد المنشأ.
وإذا ما نظرنا إلى آراء الكتاب والمؤرخين ، نجد معظمهم يؤيدون الإفتراض القائل بأن القبائل العربية السودانية تنتمي إلى أصول في الجزيرة العربية . فإذاكان الأمر بهذه البساطة ، لكان جميع القبائل العربية في السودان تحولت إلى قبائل رطّانة .فلماذا إذن ظلت الكلمات العربية القديمة تتداول في العامية السودانية إذا لم تكن لها أصول سودانية تحميها من الذوبان؟ ، وإذا افترضنا أن الحضارة السودانية كانت ضعيفة الأثر للحضارات الوافدة بحيث أنها لم تؤثر
على ثقافاتها، فهذا يضحضه الإنتشار الواسع للمفردات النوبية داخل وخارج السودان. ولا أدل على قوة ثقافة المنشأ من التسمية النوبية في إتفاقية (البقت)المشهورة التي تمت بين المسلمين الوافدين والنوبيين أهل البلاد.فكلمة (البقت ) كلمة نوبية تعني القسمة أو المعاهدة ، فقبلها العرب المهاجرون وصارت من المسلمات. والإصرارعلى حتمية نزوح القبائل العربية السودانية من الجزيرة العربية إلى السودان ينقصه البحث الموضوعي والأدلة المنطقية. فالكلمات العربية العتيقة المتداولة في العامية السودانية قد يسخر منها السامع في الجزيرة العربية أو يعتبرها أعجمية . ومعظم المفردات ذات الأصول العربية في العامية السودانية لاتستخدم في أي دولة من الدول التي يظن البعض أن القبائل العربية السودانية أتت منها رغم وجود هذه الكلمات في أقدم المعاجم وأمهات الكتب العربية.فالقاعدة الصحيحة هي : أن ثقافة الأمة تبقى في بلد الأصل وتتلاشى في أرض المهجر بمرور الزمن، وهذا يؤيده الرأي القائل بأن هجرة العرب الأولى كانت من السودان إلى خارجه وليس العكس كما يرددها الكثيرون .نعم كانت هنالك هجرات شبه فردية أو في شكل جماعات قليلة العدد وذلك بغرض التجارة وأحياناً بحثاً عن الكلأ، ولكنها لم ترقى إلى مستوى الهجرة المنظمة التي تنقل شعباً بكامله من بلد إلى بلد.وإليك بعض الكلمات المتداولة في العامية السودانية وقد جمعتها بمعانيها كما وردت في قاموس المعجم الوسيط- مجمع اللغة العربية.

*جفل :
أجفل – مضى وأسرع. نفس المعنى.وقد وردت الكلمة في الشعر الشايقي، عندما يصف إبن الريف وهو راقد على العنقريب( السرير
كرابه اتقطع نزل والنوم من البيفوقو روّح تب جفل.

* شنف
: رماه بنظرة فيها إستنكار وكره. نفس المعنى في العامية السودانية.

*حتيتة:
الحتّاتة من كل شئ:ما تناثر منه ويقال ما في يدي منه حتيتة .نفس المعنى في السودان، ويستعملونها السودانيون للتعبير عن الشئ اليسرأو الصغير.

*بلّص الشئ:
طلبه في الخفاء ، في السودان :البلصة تعني الرشوة .

*دعك:
دعك الجلد
: دلكه ولينه .نفس المعنى في العامية السودانية.

*دفره:
دفعه في قفاه أوفي صدره.كذلك المعنى في العامية السودانية .

*إندل الماء :
إنصب.في السودان تعني : نزل. وفي قبيلة الشايقية عندما يقول أحدهم (صادر ومندلي) يقصد(طالع ونازل). وفي كردفان عندما يقال (دلاني )يراد بها نزلني .

*الذرا:
ما أستتر به ، ويقال أنا في ذرا فلان .في السودان تقلب الذال ضاداً في كثير من الكلمات، ذرا:ضرا . ذنب: ضنب. كذب: كضب .أذن :أضن ، وهكذا.

*رطن:
خاطبه بالأعجمي. نفس المعنى في العامية السودانية.

*الرطانة:
يقال كلمه بالرطانة أي بكلام أعجمي ، أو بكلام لا يفهمه الجمهور.والمعنى كذلك في العامية السودانية. ويطلقون كلمة الرطانة على جميع اللغات غير العربية.

*الزريبة :
زرب للماشية ، أي عمل لها زريبة . في العامية السودانية ، هو السور الذي يحيط بالماشية.

*زنق:
زنق على عياله : ضيق بخلاً أوفقراً.في العامية السودانية ، الزنقة تعني الضيق.

*الزول :
الخفيف الحركات والفطن- والشخص الشجاع الذي يزول الناس من شجاعته . في إحدى الجلسات في اليمن ، طلب مني أحد الأخوة اليمنيين أن أشرح له معنى (الزول) ، وعندما عرفته بالمعنى قال لي : من الآن أدعني بـالزول.

*السلبة :
ضرب من الحبال.في العامية السودانية ، تطلق على الحبل المتين المصنوع من ألياف النخيل أو شرائح الجلد أو سعف الدوم.

*الشين:
العيب والقبح .نفس المعنىفي العامية السودانية.

*العتّار:
مبالغة من عتر وهو المكان الخشن القفر. في السودان : عترله حجر، معناه منعه من المشي.

*العكاز :
عصا يتوكأ عليها( نفس المعنى).

*عكّ :
ردده حتى ما طله .في السودان يقال فلان أداه عكّ- أي ماطله ولم يفي بوعد.

*فرفر:
سارع إلى الحماقة. في السودان: لم يطاوعه وعاكسه .

*فرهد :
امتلأ وحسن . نفس المعنى في العامية السودانية .

فلع :
فلع الشئ : شقه- يقال فلع رأسه بالسيف.نفس المعنى في السودان.

*الفلقة :
عود يتصل بها حبلان تمسك بها القدمان للجلد .في السودان كان سائداً في الخلاوي ، وكان شيخ الخلوة يجري عملية الفلقة في التلميذ الذي يرتكب خطأً جسيماً أو يتغيب عن الدراسة.

*كرباج :
السوط . نفس المعنى في العامية السودانية.

*القلة :
الجرة من الفخار . في السودان تطلق على الجرة أياكان نوعه.

*كركر:
ضحك ضحكاً يشبه القهقهة.نفس المعنى ولكنها تنطق في السودان بالقاف. (قرقر).

*الكانون :
الموقد . نفس المعنى في العامية السودانية.

*اللبخ:
يطلق على نوع من شجرة السنط من الفصيلة القرنية ، تنبت في البلاد الحارة .أشجار اللبخ معروفة في السودان.

*اللبد:
مايوضع تحت السرج . نفس المعنى وتطلق ( اللبادة) في السودان.

*الملطي :
القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأس وجلدته .في السودان تعني: العريان.

*مرق :
من الدين خرج،وفي الأرض ذهب.في السودان تعني : خرج.

*امتعط :
تساقط الشعر. نفس المعنى، ويقال معط فلان شعر فلاناً أي خلعه.

*الملص :
العريان .نفس المعنى ، ويقال فلان ملص هدومه أي خلع ملابسه.

*النبوت :
العصا الغليظة.كذلك تعني العصا في السودان.

*الهذر :
سقط الكلام.في السودان تنطق ( الهذار ) أو الهظار و يقال: فلان هاذر مع فلان أي مازحه.

*أبّ-أبا :
تهيء وتجهز للسير .نفس المعنى ، وتقال للطفل.الصغير عندما يراد تدريبه على المشي.

مفردات العامية السودانية بين الاصالة والتقبيد/الخير محمد حسين ابنعوف.

الحلقة -2-

ذكرت في الحلقات الماضية بعض المفردات في العامية السودانية والتي لها أصول في اللغة العربية ، وذكرت عن أهمية تداولها بإعتبارها فصحى. وفي هذه الحلقة أريد أن أسلط الضوء على بعض الجمل التي اصطلح السودانيون على إستعمالها في ظروف معينة وتجاوزت كلماتها معانيها الأصلية التي تدل عليها في اللغة لتشير إلى معان بلاغية إصطلاحية أخرى، مثلاً عندما نقول: فلان سخّن ، المعنى الأصلي في القاموس لكلمة(سخن):ارتفعت حرارته، ولكننا في المصطلح نقصد شيئاً آخراً تماماً ، وهو أن هذا الشخص انفعل وثار، وهذ النوع من التعابير كان سائدا عند العرب الأوائل ، وماتزال تزخر بها العامية السودانية. وإليكم بعض الأمثلة عن ذلك:-

• أرخى له الحبل:
نقول في عاميتنا فلان رخى لفلان ، أي تركه يتصرف كما يريد وفي القاموس المراد:
وسع عليه في تصرفه. أخذوه من ارخاء الحبل للدابة لترعى.

إبليس :
في عاميتنا نقول فلان شيطان أو إبليس ونقصد بذلك أنه زكي ولبق. ورد في مروج الذهب أن المعتصم قال لعلي بن الجنيد :يا علي مالي لا أراك ، ويلك أنسيت الصحبة وما حفظت المودة ؟. فقال علي : بالغ الكلام الذي كنت أريد أن أقوله قلت أنت ، ما أنت إلا إبليس.

• أكل فلان فلاناً:
نقول في عاميتنا فلان أكلني أي أخذ مالي ظلماً، وفي المعجم المراد: استباح حرمته ومثله أكل فلان حق فلانا وفي القرآن الكريم(الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ).

• ثعلب:
نقول في عاميتنا : فلان كالثعلب أي أنه محتال عجيب . قال الشاعر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب

• حطه على رأسه:
نقول في عاميتنا شلته فوق رأسي أي أكرمته، وفي المعجم : حط فلان فلانا على رأسه يريد أنه اهتم به وبالغ في اكرامه.

• حماته تحبه:
في عاميتنا نقول للشخص الحظوظ وخاصة في الطعام.
ويقول ابن نباتة:
كلماعجت في حما ةعلى خير موطن أجد الأكل والندى فحماتي تحبني

• حيص بيص:
نقول في عاميتنا فلان دخل في حيص بيص كناية عن المأزق الذي لا مخرج منه ، وفي المعجم وقع القوم في حيص بيص أي سقطوا في ضيق وشدة لا مخرج منها. قال الشاعر :
صارت عليه الأرض حيصي بيصي حتى يلف عيصه بعيصي

• دقّ صدره:
في عاميتنا نعني بها الإستعداد، ويقول الفنان ود الأمين: أقيف وسط البلد وأدق صدري وأقول بريدك.

• خفيف العقل:
نقول في عاميتنا فلان خف رأسه أي أنه غير مكتمل العقل ، وفي المعجم كناية عن الأحمق أو من فيه خفة وطيش وعدم اتزان.

• ركب رأسه:
نقول في عاميتنا فلان ركب رأسه أي تعصب على رأيه ولم يستشر أحدا ، وفي المعجم المراد : مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشدا أو تمسك برأيه.

* سحابة صيف:
نقصد بها الأمر القصيرالذي يزول سريعا .قال عمران بن حطان في ذم الدنيا:
أرى أشقياءالناس لايسأمونها ملالاً وهم فيهاعراة وجوع
أراها وإن كانت تحب فإنها سحابة صيف عن قليل تقشع

* سكران طينة:
قول تقوله العامة لمن سكر سكرا شديدا ونفس المعنى في العامية السودانية. قال المعمار :
وجرة أبرزها والروح فيها كمينة
شممت طينة فيها فرحت سكران طينه

* شرب الكلام :
نقول في العامية فلان شارب اللغة شراب أي أنه متضلع فيها وفي المعجم المراد : فهم الكلام.

* ضحك على ذقنه:
نقول فلان ضحك على ذقن فلان أى خدعه ولم يحترمه. وفي المعجم المراد: خدعه أو سخر منه واحتال به ، قال إبن أبي حجلة :
وإذا بدا لك ثقره متبسماً فاضحك على ذقن العزول وقهقه

* طار إليه:
نقول في عاميتنا فلان طار إلى بيته أي أسرع إليه ، ونفس المعنى في المعجم . وقال الشاعر :
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا

• طار بها فرحاً:
نقول في العامية فلان طار من الفرح أي فرح فرحا شديدا، وفي المعجم كناية عمن أصيب بموجة من الفرح الشديد جعلته يشعر كأن له جناحين يطير بهما.قال الشاعر :
إن يسمعوا هيعة طاروا بها فرحاً
مني وما سمعوا من صالح دفنوا

* طار النوم من عيني:
نقول في عاميتنا عند الأرق وعدم القدرة على النوم. قال أبو العتاهية:
أرقت وطار عن عيني النعاس ونام السامرون ولم يؤاسو.

مفردات العامية السودانية بين الأصالة والتقليد/الخير محمد حسين ابنعوف
الحلقة -3-

قلت أن الأسباب التي ساهمت في أن تكون العامية السودانية محتفظة بأصالتها العربية دون غيرها من العاميات في الجزيرة والمغرب العربي، وأن القبائل العربية السودانية هي من أصول سودانية وليست وافدة من الخارج كما يزعمها البعض. ففي هذه المرة سأواصل الحديث لمزيد من مفردات العامية فكلما تعمقنا في دراسة عاميتنا كلما زدنا قناعة بأصالتها ، وأملي كبير في أن تتغير نظرة موجهينا التربويين في منع المدرسين من إستخدام العامية في التدريس ، رغم تفهمي الأسباب من وراء ذلك إلا أنني أرى أنه من المستحسن أن يشجع المدرس التلميذ لإستخدام مفردات العامية الشائعة والتي ترجع أصولها إلى اللغة العربية الفصحى وينا قش معه معانيها الأصلية ليقف بنفسه على الحقيقة، لأن ذلك يذلل من صعوبة الفهم ويزيد من عنصر التشويق لدى التلاميذ كما تحبب إليهم المادة بجانب أنه يربط الدارس ببيئته ووطنه مما يساهم إيجاباً في التربيته الوطنية. فكثير منا يتجنب الحديث بعاميتنا مع غير السودانيين من العرب ، ولو كنا علمنا منذ الصغر أن هذه المفردات هي من صميم اللغة الأم لما وجد أحد منا حرجاً في ذلك .
وإ ذا أردنا أن نتفهم دواعي التغير الطفيف الذي طرأ على مفردات العامية السودانية نجد سبب التغيير فيه يرجع إلى قلب مكاني أوإبدال أو ترخيم أونحت أو إدغام إلى آخر قائمة فروع فقه اللغة العربية.وإليك بعض الأمثلة :-
*إتلمّ :نقول في عاميتنا إتلم الناس في الطريق أي اجتمعوا والأصل في القاموس إلتم :إجتمع. هنا حدث قلب مكاني وهوأن يقدم بعض أحرف الكلمة على بعضها مع احتفاظ اللفظ بمعناه أو تغيره تغيراً طفيفاً ، ومن أسباب القلب المكاني الميل إلى تخفيف اللفظ أو التفنن فيه .

*اللمّة :
نقول في عاميتنا رأيت لمة في بيت فلان أي جماعة .وفي القاموس اللمة:الجمع والأصحاب.

*تمحك :
نقول في عاميتنا فلان متمحك أي متردد يبحث عن سبب يخلصه . وفي القاموس محك :لج في المنازعة وتمادى في اللجاجة عند المساومة.

*إتلوى :
نقول في عاميتنا المسمار إتلوى أو إتلوى الثعبان. والأصل في القاموس إلتوى ، وهنا حدث قلب مكاني وفي القاموس إلتوى : ثني وتعرج.وفي الشعر الأندلسي للركابي :والماء أسرع جرية متحدراً متلوياً كالحية الركضاء

*زاح:
في العامية نقول زاح فلان أو نأمر أحداً بقول: زح من هنا أي أبعد.وفي القاموس زاح يزيح زيحاناً: بعد وذهب.

*زاغ:
في عاميتنا نقول فلان زاغ من التفتيش أي هرب ، وفي القاموس الزَّيغ: الجوز عن الحق.

*سبهلل:
في عاميتنا نقول فلان سبهلل أي لا يكترث، وفي القاموس سبهلل: غير مكترث لا في عمل دنيا ولا في الآخرة ، ويمشي سبهللاً إذا جاء ومشى في غير شئ.

*القفة:
تعني المقطف ،وفي القاموس المقفة: المقطف الكبير أو الزنبيل.

*القربة:
ظرف من الجلد يخرز من جانب واحد وتستعمل لحظ الماء، نفس المعنى في القاموس.

*القادوس :
في عاميتنا نطلق على الوعاء الخزفي الذي يستعمل في الساقية لنقل الماء، وفي القاموس، القادوس:وعاء خزفي كالجرة تنتظم منه سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة.

*الغشيم:
في عاميتنا نطلق على الجاهل ،وفي القاموس الغشيم:الجاهل بالأمور ، وأصله من الغاشم والحاطب بالليل يقطع كلما قدر عليه بلا نظر ولا فكر.

*العِور:
نقول في عاميتنا فلان عوير أي غير مهذب ، وفي القاموس العِور:هو الشخص الرديء السيرة ، ومن الأشياء الذي لاحافظ له.

*العكد:
بلدة عند ملتقى نهر عطبره بنهر النيل، في القاموس العكد: أصل القلب بين الرئتين.

*العتود:
في عاميتنا تعني الماعز الصغير، وفي القاموس العتود:من أولاد المعزى.

الطنبور:
في القاموس :آلة من آلات اللهو والطرب ، ذات عنق وأوتار، والمعنى نفسه في العامية السودانية.

*زيطة:
في عاميتنا نقول الجماعة عاملين زيطة أي ضجة، وفي القاموس زاط: صاح والزياط : المنازعة وإختلاف الأصوات.

*المطمورة:
في عاميتنا تعني الحفرة العميقة التي تحفظ فيها الغلال، وفي القاموس المطمورة:ملأها بالطعام أو غيره ، وأصلها من طمر في الأرض واستخفى أي ستره حيث لا يدرى ولايرى.
في الختام أقول أنه ليس من مصلحة الفصحى أن نعزلها عن العامية أو أن نتعامل مع العامية كأنها لغة أجنبية ، فنحن نقتبس أحياناً من لغات أجنبية مفردات وجمل فما أحرانا أن نفتح الباب لمفرداتنا المحلية التي لها أصول في الفصحى لتداول على أوسع نطاق.
أواصل بمشيئة الله.

22222222222222222222

مفردات العامية السودانية بين الأصالة والتقليد/الخير محمد حسين ابنعوف
-4-
أواصل في علاقة مفردات عاميتنا السودانية بالفصحى:-

1/ الرتيلا:
نوع من العناكب ، نفس المعنى في العامية السودانية.

2/ الحقة:
الوعاء الصغير في اللغة العربية الفصحى . وفي العامية السودانية تطلق على علبة الصعوط.

3/ الرواق :
تعني : المصفاة في العربية الفصحى ، أما في العامية السودانية فيستعمل الفعل ( روَّق) مثلاً: روق المنقا أي : صفيها، روق يازول أي : أهدأ.
44/ السخلة : ولد الضأن والمعزى للذكر والأنثى في العربية الفصحى .ولد المعزى في العامية السودانية.

5/ شرموزة :
الحذاء الضعيف البالي.حولت الزاي طاءً .أما في العامية السودانية فتنطق (شرموطة) وتعني : العاهرة ،وشرموط تطلق على شرائح اللحم الجاف، وتبديل الحرف بالآخر ظاهرة مألوفة في العامية السودانية كما في :ذهب= ضهب ، ذنب = ضنب ، ظهر + ضهر..وهكذا.

6/ الصفر :
النحاس ، نفس المعنى في العامية السودانية .

7/ العذار :
الشعر الذي ينبت بمحاذاة الأذن من جانب اللحية ، وتنطق ( العدار) في العامية السودانية وتعني النبات الطفيلي أي غير مرغوب فيه.

8/ المزراق :
نوع من الرماح ، وفي العامية السودانية يستعمل الفعل منه (زرَّق) أدخل بعنوة . زرَّقها ليهو في الشبكة أي أدخل الكرة في الشبكة.

9/ جسارة :
الشجاعة والاقدام والجرأة ،نفس المعنى في العامية السودانية.

10المحجان:
تعني في العامية السودانية:عصا خشبية طويلة لإنزال العلف من شجر السيال أو الطلح.وفي القاموس.المحجن:العصا المنعطفة الرأس. محجن الطائر:منقاره.

11عواسة:
تعني بالسوداية اعداد الكسرة او الفطير. وفي القاموس.عاس :أصلح معيشته وكذلك :اعطى عياله القوت.

12زرقان:
بالسودانية:المصابالاسهال.وفي القاموس عربي-انجليزي:زرق الطائر تعني:‏drop excrementt‏ وهي نفس المعنى:برز.

13خمة نفس:
بالسودانية :قومة نفس.وفي القاموس عربي-انجليزي:خمة:‏to stink outt‏ أي يخرج طريدة من مخبأها بدخان نتن.

13الحجل:
في العامية السودانية:حلي من الفضة يوضع على رجل المرأة للزينة. وفي القاموس في رجله حجل:في رجله قيد. الخيل المحجل:ماكان في قوائمه بياص.

14 ضبلان أو مضبلن:
يقال للفاقد نضارته وحيوته.فالسودانيون قلبوا الذال ضادا.فالفعل في الاصل:ذبل.ذبل النبات: قل ماؤه وذهبت نضارته وطراوته .ذبل الحيوان:ضمر وضعف.

15سجم :
في العامية السودانية هو الرماد المعلق على الدوكا: و يعبر به الفشل عند النساء, وعندما يقلن:سجم خشمي :يقصدن بهاحلول كارثة أو مصيبة. في معجم الرائد:سجم .يسجم.سجما.سجوما. سجمانا. سجم عن الامر:ابطأ وتأخر.

16دقس:
في العامية السوداية:أخذته سنة(نومة) خفيفة غير مقصودة فميل رأسه.أما في قاموس الرائد فالكلمة أصلها:دكس وتعني:سجد واضعا رأسه على الأرض.أو تقلب على ظهره ورأسه على الارص.

17كبرتة:
وردت في معجم الرائد .كبرت الجمل:طلاه بالكبريت.كبرت الكرم:نثر عليه الكبريت لقتل الحشرات. كبرت برميلا:اشعل فتيلا مكبرتا لإبادة المواد الخميرية والتعفنات. في العامية السودانية: امرأة مكبرتة:استخدمت بخور ذو رائحة طيبة.

18 كراع:
القدم بالعامية السودانية.وقد وردبنفس المعنى في الحديث الشريف (لو دعيت إلى ذراع أوكراع لأجبت ولو أهدي إلي زراع أوكراع لقبلت.

19الضريرة:
مسحوق عطري سوداني ينثر على رأس العريس والعروس.فالكلمة أصلها:ذريرة وهي عبارة عن مسحوق قصب الطيب الهندي.وقال الصنعاني :أن اليمنيين يجعلون أخلاطا من الطيب يسمونها الذريرة.وفي لسان العرب ذرر:ذر الشيء يذره:أخذه بأطراف أصابعه ثم نثره على الشيء.

20 عطبرة:
أصلها: اتبرا:
مشتقة من تبَّر :بتشديد الباء مع الفتحة تعني أهلك ،تبر تتبيرا:اهلك هلاكا.والاسم أصلا اطلق على نهر أتبرا الهائج المدمر وكما يطلق على فيضان نهر النيل:الدميرة و للتعبير عن هيجانه. وقد ورد الفعل تبر في القرآن الكريم بصور مختلفة: 1/آية 139 الاعراف (إن هؤلاء متبر ماهم فيه) اي مهلك ومدمر.تبر العدو بتشديد الباء مع الفتحة:أهلكه ودمره. 2/ آية 39 الفرقان (وكلا تبرنا تتبيرا) أي أهلكناهم ودمرناهم..تبر الشيء:دمره تدميرا.

/////////////////////////////////

مفردات العامية السودانية بين الأصالة والتقليد/الخير محمد حسين ابنعوف
-6-

من هم أهل الضاد؟؟

من أسماء اللغة العربية التي شاعت بين المهتمين لغة القرآن لأن القرآن نزل بها ولغة الضاد لان الضاد لا يوجد في كثير من لغات العالم . فتميزا بهذا التفرد سميت العربية بلغة الضاد.فرغم أن أكثر الشعوب استخداما للضاد هم السودانيون إلا أنهم يحبذون أن يكون أصولهم من الجزيرة العربية.فأهل الجزيرة العربية يتجنبون الوقوع في حرف الضاد ويعملون لها ألف حساب وحساب حتى ولو تطلب نطقه في القرآن الكريم مثلا:ولا الضالين ينطقونها :ولا الظالين.فالضاد عندهم ظاء أينما ورد.و حجتهم في ذلك ان الظاء أقرب الى الضاد المقصود.ذلك قولهم بأفواههم.. في المقابل نجد السودانيين يعشقون الضاد عشقا بل ولدرجة التطرف.إذ انهم يستخدمونه في مواضعه وفي غير مواضعه حيث انهم يقلبون كثيرا من الحروف ضادا مثل:-
كذب:كضب.
.أذن:أضان.
.ذرا:ضرا.
.كظم:كضم.
.ذنب:ضنب.
.الذهب:الضهب.
.الظل:الضل..
الظهر:الضهر.
.ظلام:ضلام.
وبعد هذا كله: من هم أهل الضاد..؟؟

مع ودي .
الخيرمحمد حسين ابنعوف.

العامية السودانية بين الأصالة والتقليد/الخير محمد حسين ابنعوف
-7-
العامية السودانية واقتراض الصيغ والتراكيب من اللغة النوبية

ورد في مجلة الدراسات السودانية-ديسمبر1982 مقال للأستاذين / محمد مهدي محمد و زكريا علي أحمد عن اقتراض اللغة العربية من اللغات النوبية ، فالمقال لا يتحدث عن اقتراض الالفاظ وانما عن اقتراض التراكيب والصيغ وهو الأمر الذي لم يبحث فيه الدارسون كثيراً كما هو الحال في الألفاظ ، واليكم بعض ما جاء في المقال :
كان بين العربية والنوبية صراع طويل الأمد كانت الغلبة فيه للغة العربية ، فاندثرت لغة النوبيين من السودان الأوسط بكامله ، وانكمشت رقعتها فانزوت من ناحية من بيئتها بين الشلال الأول والرابع . وربما فر بعض الناطقين بها غرباً واحتموا بالجبال في جنوب اقليم كردفان طلباً للأمن .
ولما كانت اللغة المتنقلة الى بيئة جديدة تاخذ شكلا يستمد بعض جذورها من لغات البيئة الجديدة التي صارعتها ، فقد انتقلت الى اللهجة العربية بعض الخصائص الصوتية من اللغة النوبية، فالخلاف الصوتي الذي تتميز بها اللهجات العربية المعاصرة في الأقطار العربية لا يمكن تفسيره على ضوء اختلاف لهجات القبائل العربية التي هاجرت الى هذه البيئات فحسب ، ذلك لان الاسانيد التاريخية تبرهن على ان بعض القبائل ذات اللهجة الواحدة قد توزعت بين معظم هذه البيئات ولم يكن من المالوف –كما يذهب بعض الدارسين – أن تختص كل قبيلة بقطر من الأقطار .
ومن آثار هذا الصراع ونتائجه ايضا أن اقترضت العربية في السودان من اللغة النوبية مفرداتها الحالية المرتبطة بالزراعة وأدواتهاوأسماء نباتها وغلاتها وشجرها الذي لم يكن لنازلة ضفاف النيل من أبناء الجزيرة العربية مدرها ووبرها بها عهد . وهذ ما يعرف عند الدارسين باقتراض الالفاظ وهوامر لم تنج منه لغة ما لانه وليد الحاجة . ومن امثلة الكلمات النوبية المقترضة Loan words في اللهجة العربية السودانية : المريق ،المقاد ، الاشميق ، البرتمودة ، الدوكة ، المترة ، الاسكاق ، التقند والالس …الخ.وبعض هذه الكلمات تحمل ميسم تعريبها وهو اضافة اللاحقة ( آق ) Suffix eg
ونحن نضرب صفحاً عن اقتراض الالفاظ ، مكتفين بالامثلة القليلة التي سقناها لنقدم نوعا آخرا من الاقتراض يتعلق بالتراكيب والصيغ وهو أمر لم يتعرض له الدارسون المنشغلون باللغة النوبية فيما نعلم .
والامثلة التي نقدمها هنا مستقاة كلها من من لغات المجموعة النوبية وهي النوبيين Nubinn أو لغة المحس / الفادجا كما يسميها نفر آخر من الدارسين ، ولتوضيح الصلة بين النوبيين وأخواتها ، نقدم هنا شجرة ال المجموعة النوبية كما وضعها رولاند استيفن(راجع اللغة النوبية والحضارات القديمة)
وترتبط لغة المحس الفاديجا Nubin بصلات قربى وشيجة مع الكنزية الدنقلاوية Oshkerr على نحو يحملنا على الاعتقاد بأن الصيغ المستعارة من النوبيين Nubin في العربية السودانية تقابلها مثيلاتها في الكنزية الدنقلاوية حتى ولو تباينت المفردات الموظفة في كل من اللغتين في اداء هذه التراكيب والمعاني ، الا اننا نرجئ البحث في هذه المسالة الى حين تناولها في دراسة اخرى منفصلة في المقايسة النحوية للغات النوبية .

*في الحال ( المضارع)
الامثلة :
1- قاعد = آق
تستخدم اللغة النوبية الفعل (آق-agg ) للجلوس، وهو يتصرف تصرفا كاملا تبعا للازمنة المختلفة ووضع الفاعل معه مفردا كان او جمعا ، وتبعا للضمير من متكلم او مخاطب او غائب ، او فردا كان او جمعا ايضاً .( يستخدم (آق) في النوبية كفعل مساعد مع فعل آخر ماضيا كان اوحاضرا بغرض صياغة الماضي المستمر والحاضر المستمر) ان صياغة مثل هذه الجمل تكون في النوبية على النحو التالي :
الاسم او الضمير +الفعل المساعد (آق) +الفعل
وقد انتقلت هذا التركيب الى اللهجة العربية السودانية التي اخذت تستخدم الفعل المساعد (آق ––ag )مترجماً الى (قاعد ) في تراكيبها. ويمكننا توظيف اللهجة العربية السودانية للفعل المساد على النحو التالي:-
الاسم او الضمير + الفعل المساعد (قاعد )+ الفعل
الامثلة :
الولد/هو قاعد ياكل
البنت/هي قاعدة تاكل
انا قاعد آكل
انتو قاعد+ين تاكلو
هم قاعد+ين ياكلو
هن قاعد+ات ياكلن

*في الماضي
الولد /هو كان قاعد يشرب
البنت/هي كان+ت قاعد+ة تشرب
(وهكذا بقية الضمائر)
هذا وقد تولدت من هذه الاستعارة للفعل المساعد في اللغة النوبية عبارات مربكة الدلالة في اللهجة العربية السودانية لا تستقيم للمنطق العام نحو:-
1/قاعد يصلي بالناس ( فهي لا تعني انه يصلي بالناس قاعدا ، بل انه يصلي بالناس اماما فحسب.
22/قاعد يلعب كورة ، كذلك لا يعني انه يلعب جالساً.

يذكر الكاتبان كثيراً من الصيغ النوبية التي انتقلت الى العامية السودانية منها :
( أ)عاد=wida
1/ عاد حنسوي شنو؟
Wida minna ha –awru?
2/ شنو حنسوي عاد؟
Minna ha-awru wida?
3/شنو عاد حنسوي؟
Minna wid ha_awruu?

(ب) ساكت
قاعد يتكلم ساكت ( السكوت والكلام ضدان لا يجتمعان والمقصود انه يتكلم دون هدف)

(ج)ناس
يقول الشاعر الحاردلو :
الزول الصباه فات الكبار والقدرو
كان شافوه ناس عبد الله كانو يعذرو
وليس ناس عبد الله هو سوى اخيه عبد الله الذي يخاطبهالشاعر في شعر ينسب اليه :
يا عبد الله اخوي السيسبان مانوس
وفي ضل الرهين راتعات معيز ام روس
ال في عينو حمره وفي ايديه فلوس
أكان ختاها الملم ما اظنه يلقى عروس

وفي اغنية شعبية :
يا حليل ناس آمنه وقت الليل يجن
فليس حنين الشاعر حين يدلهم الليل الى اهل حبيبته آمنه ، انما حنينه اليها وحدها0
تجد في النوبية مثلاً :
احمد تو= ناس احمد
عبد الله قو= ناس عبد الله

(د) ما
ما اكلت : بمعنى قد اكلت
ما شربت: بمعنى شربت
(ما ) للحض في الجمل الدالة على الامر:-
ما تاكل : بمعنى : كل
ما تشرب : بمعنى اشرب
(هـ) واحد( جمع ) we ku (pl)
في سلائق اللغة النوبية اضافة اللاحقة الدالة على الجمع الى واحد : واحد+ين -we +ku
وقد روى صاحب اللسان تثنية ( احد) وانشد عن ابن الاعرابي :
فلما التقينا واحدين علوته**بذي الكف اني للحماة ضروب
كما ورد جمعه على حد المذكر السالم في قول الكميت :
فقد رجعوا كحي واحدينا
اما في اللهجة السودانية ( وكذلك في النوبية ) لا توجد تثنية للواحد بل الجمع فقط :
1/واحدين ماشين المدرسة
2/شفنا واحدين ماشين
33/جينا مع واحدين من حلتكم

(و) قايل=Igedagi
تعبر اللغة النوبية عن معاني الظن والحدس والتوهم والاعتقاد ب(القول) فهي لا تعبر عن هذه المعاني الا على هذا النحو.ونحسب ان هذه التراكيب قد انتقلت الى اللهجة العربية السودانية من اصولها النوبية فاستقرت فيها حتى اوشكت ان تطغى على ما عداها ، فليس من المالوف في عربية اهل السودان استخدام اسماء الفاعلين من ( ظن ) أو ( توهم ) وما اليها من افعال دالة على مقاصدهما ، اذ يفرون منها كلها الى استخدام ( قايل ) للدلالة على مثل هذه المعاني اقتراضاً لأساليب اللغة النوبية.
انتهى المصدر.
مع تحياتي،،،
#################

ردا على سؤال للأخ الشاعر طبق في موقع الشاعر محمد فضل طبق:

أشكرك أخي طبق على التعليق ،دعني ارجع معك قليلا الى تعريف لفظ ( عرب). يقول الدكتور /جواد علي في كتابه تاريخ العرب قبل الاسلام -ج 1–ص 16 – عن معنى كلمة (عرب): أما المستشرقون وعلماء التوراة المحدثون فقد تتبعو تاريخ الكلمة وتتبعو معناها في اللغات السامية وبحثو عنها في الكتابات الجاهلية وفي كتابات الآشوريين والبابليين واليونان والرومان والعبرانيين وغيرهم .فوجدوا أن أقدم نص وردت فيه لفظ (عرب ) هو لفظ آشوري من أيام الملك ( شملنصر الثالث )(الثاني) ملك آشور. ( إنتهى المصدر). الملاحظ يا أخي طبق أن كثيراَ من المؤرخين والباحثين ( البيض ) يتجنبون الخوض في اللغات الإفريقية في جهودهم لمعرفة أصول الألفاظ ، ولم أسمع أحد منهم يقول أن هذا اللفظ أوذاك ، يعني في لغة الهوسا أو النوبة أو البجا كذا وكذا ، بينما يتعمقون في لغات أخرى هي أقل عراقة من معظم اللغات الإفريقية.والملك سملنصر كما ورد في كتاب لغة آدم لمحمد رشيد ذوق هو إسم لتمثال نوبي يحمل غزالة ويمسك برقبة نعامة ،مصنوع من عاج ،إرتفاعه13.3سم موجود في متحف بغداد. معليش لو خرجت قليلاَ من موضوعنا الأساسي : معنى كلمة (عرب) .يقول الدكتور /جواد علي :اختلف العلماء في كيفية المنطق بها (عرب) ، فقرئت: :Aribi ) ) و (Arubu ) و (Aribu ) و (Arub ) و (Arabi ) و (Urbi ) و (Arbi )الى غير ذلك من قراءات.(إنتهى المصدر ). لو لاحظت حتى كلمة (أربي ) ضمن تعريف الدكتور.لما ذا لا تبحث معاني هذه الصيغ في اللغات الإفريقية كما تبحث في اللغات الأخرى – وفي الغالب بطريقة قسرية-؟، أليست (أرِّبُو) الواردة في التعريف تعني (الواضح –الباين ) بالنوبية؟ فالعربية لسان مبين لا شك .حسنا ..في المقابل (الأعجمي) غير واضح وغير مبين بالطبع فأصلها بالنوبية (أقُمي) من (أقميد) أي الاجترار وهو دائما الى الداخل مما يقل من وضوحه.. ربما لو رجع العلماء الى اللغات الافريقية بجانب جهودهم المبذولة في اللغات الاخرى لدعم وعزز من جاذبية العربية للمتحدثين باللغات الإفريقية ، ولحدثت نتائج أكثر أهمية في ميدان البحوث.فالأبحاث اثبتت أن الانسان الاول وجد في افريقية وبالطبع لم يكن يتحدث بجيع اللغات وانما بلغة واحدة تولدت منها بقية اللغات. فالألفاظ العربية القديمة أكثر إنتشار اَ في دارفور وكردفان من أي ولاية أخرى في السودان ، وكذلك أسماء القبائل والبطون والفخوذ العربية، وأتساءل لما لاتدرس هذه الظاهرة ، وما السبب في إحتفاظ هذه المنطقة بهذا الكم الهائل من التراث العربي والذي لا نجد الكثير منه في الشمال والوسط والشرق ؟؟. الأخ العزيز طبق : يستحسن أن يعاد النظر في مقولة ( دخول العرب في السودان ) وأن يبحث في الأصول الأفريقية للقبائل العربية.
مع تحياتي.
الخيرابنعوف.
#اللغة_النوبية_الخير_ابنعوف