اللغة النوبية من آدم عليه السلام إلى آخر انبيا بني اسرائيل.

اللغة النوبية والأنبياء عليهم السلام
مقتطفات من كتاب اللغة النوبية والحضارات القديمة/ الخير محمد حسين ابنعوف
.
لغة الإنسان الاول:
أذكر هنا الشروط التي يجب توفرها في لغة الإنسان الأول كما ذكرها الباحث / محمد رشد ذوق في كتابه لغة آدم، وهي :-
1- 
يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان.
2- 
يجب أن تكون اللغات التصويرية الأولى تحتوي على معاني هذه اللغة.
3- 
يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث.
4- 
يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها.
وإذا اردنا أن نضع الشروط المذكورة آ نفاً على اللغة النوبية ، نجدها تطابق في كثير من الجوانب. واليكم بعض الأمثلة :-
آدم عليه السلام :
أدم (adem ) تعني الإنسان بالنوبية، وهي مرادفة لكلمة( إد) .اذكرها بالتفصيل مع ادريس عليه السلام.
حواء– :
أواء (owwa) تعني الثاني أو الثانية.
هابيل– :
هب (hab ) يعني الفعل يمسك بلطف ، ويستعمل في التعامل مع الأشياء القابلة للكسر ، إيل (eel ) أداة إسم الفاعل بالنوبية، إذن هابيل يعنى : الماسك بلطف .
قابيل :
قب ( gab ) يعني الفعل يخنق ، وحتى العرب في السودان يستخد مون هذ الفعل كثيراً ، كأن يقول أحدهم : فلان قبقب فلاناً –أي خنقه . فالكلمة أصلاً نوبية. ( إيل – eel ) أداة إسم الفاعل بالنوبية . هابيل : يعني الخناق.
إدريس عليه السلام
ذكر الدكتور عبد الوهاب النجار مؤلف قصص الأنبياء في كتابه صفحة 348(أنه أول من أنذر قومه بالطوفان ، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار ، فخاف ذهاب العلم ودروس الصنائع فبنى الاهرام والبرابي في صعيد مصر الأعلى ( اهرامات دنقلا العجوز والبجراوية في السودان ) وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها صفات العلوم حرصاً منه على تخليدها لمن بعده خفية أن يذهب رسمها من العالم ) إنتهى المصدر .
نرجع إلى أصل إسم إدريس بالنوبية ، فالإسم يتكون من مقطعين ( إد –Id ) تعني الأنسان و(إريس iris ) تعني الطيب ، وكلمة (إد ) مرادفة لكلمة ( أدم ) التي هي تعني الإنسان بالنوبية أيضا . وهنالك حيوان خرافي الأدب النوبي يسمى (إدكال– idkaL ) ومعناه آكل لحوم البشر ، وتوجد مناطق في شمال دنقلا تحمل المقطع الأخير من إسم إدريس مثال لذلك : شلال إريس وقرية إريس الأثرية. والمدهش أنه لاتخلو عائلة في إريس من إسم إدريس.
في حديث عن ابن عباس وأبو هريرة : أن عمر آدم عليه السلام كتب في اللوح المحفوظ ألف سنة ، وهذا لا يعارضه ما جاء في التوراة في أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة .ويقول ابن كثير : ان ما في التوراة إن كان محفوظاً محمول على مدة مقامه في الأرض بعد الاهباط ويضاف اليها ثلاث وأربعين سنة –مدة مقامه في الجنة قبل الاهباط على ما ذكره ابن جرير وغيره فيكون الجميع ألف سنة .
ذكر ابن اسحاق أن ادريس عليه السلام أدرك من حياة آدم ثلاثمائة ووثماتي سنين .وهو أول من خط بالقلم ، وكان أول بني آدم أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام .
نوح- هو نوح بن لامك بن متشولخ بن أخنوخ(وهو نبي الله ادريس عليه السلام ) وكان مولده بعد وفاة آدم بـمائة وست وعشرين سنة .يقول ابن كثير : عند أهل الكتاب بين موت آدم ومولد نوح مائة وست وأربعين سنة .
ملاحظة: أقوال المؤرخين والمفسرين بأن إدريس عليه السلام نوبي يقتضي أن يكون آدم ونوح أيضاً لهما علاقة مباشر بأرض النوبة والنوبيين وذلك للقرب الزمني والنسَبي الذي يجمعهما بادريس عليه السلام .
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار نقلاً عن كتاب تاريخ الحكماء ترجمة هرمس الثالث صفحة 348 (أن النبي إدريس عليه السلام(أخنوخ)الساكن صعيد مصر الأعلى، جمع العلوم التي ظهرت قبل الطوفان وسجلها على الإهرامات خوفاً من ضياعها، وهو أول من أنذر قومه من الطوفان ) .ومعلوم أن صعيد مصر الأعلى هو بلاد النوبة (السودان) بإهراماتها في دنقلا العجوز والبجراوية، وبشهادة المؤرخين ، إنها تعتبر أقدم من إهرامات الجيزة ، إذ أن الحضارة إنتقلت من الجنوب إلى الشمال . فإدريس عليه السلام هو أخنوخ بالعبرية ، وهو نبي الله أخنوخ بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهو الثاني في ترتيب الأنبياء بعد آدم عليه السلام ، وآدم جده الخامس.يعني ذلك أن الفترة الزمنية بين إدريس وآدم لم تكن طويلة ، كما أن إنذاره لقومه بالطوفان يعني حتماً أن طوفان نوح عليه السلام حدث في نفس المنطقة، إذا وضعنا في الإعتبار الآتي :-
1- 
أن الفيضان كان فيضاناً نهرياً مصحوباً بالأمطار ولم يكن فيضان بحر ، لأن البحر لايفيض.
2- 
أن الإفتراض القائم من قبل بعض المؤرخين بأن نوح كان في جنوب الجزيرة العربية ، تدحضه عدم وجود أنهار في جنوب الجزيرة العربية.
3- 
أن العذاب عادة يأتي من جنس النعمة ، أي من العوامل المتجانسة مع البيئة ، فسكان الانهار عذابهم الطوفان ،وسكان الجبال عذابهم الرجفة والصيحة ، وسكان الصحاري عذابهم الريح.
4- 
النوبيون بحكم وجودهم على نهر النيل برعوا في الصناعات التي تلائم بيئتهم مثل صناعة السفن والساقية وما تزال المنطقة معروفة بهذه الصناعات ، ومعلوم أن الساقية النوبية تعتبر من الصناعات المعقدة إذا ما قورنت بمثيلاتها من وسائل الري القديمة كا الناعورة الشامية والشادوف المصري .
نوح عليه السلام
كلنا يعلم أن المستعمر الأبيض تحكم على عقولنا وأفكارنا ، كما سيطر على مواردنا البشرية والمالية ردحاً من الزمن لدرجة أنسانا أنفسنا .إننا في حاجة إلى معرفة ( من نحن؟ ) .. لمصلحة من تطمس الحقائق عن الأعيان ، وتلفق المعلومات؟. لاشك في أن هنالك كثير من الحقائق مازالت مجهولة في ميدان البحوث والدراسات الحضارية، وهذا يحتاج إلى مراكز متخصصة للغات الإفريقية، إذ أن الجهود التي تبذل للوصول إلى قناعات هي جهو د مشتركة تأتي ثمارها لخدمة الإنسانية جمعاء. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية عرض الأفكار والآراء والوصول بها إلى مرافئ الحقيقة بهدف إثراء الجهود المبذولة في حقل الدراسات الحضارية.
اللغة النوبية وأسماء الأنبياء والأعلام: – نوح عليه السلام –نو– Noo) تعني الجد بالنوبة ، (أنو-annoo ) تعني جدي، (إنو-innoo )تعني جدكم ،(تِنو-tinnoo ) تعني جدهم ، (مانو– mannoo ) للإ شارة إلى الجد البعيد ذاك الجد).وهنا أريد أن أسلط الضوء على أقوال الآخرين عن (نو). ذكر مجدي حسين في جريدة الشعب المصرية ، بتاريخ 27/8/96م : ( أن المصريين القدامى كانو يعبدون إلهاً إسمه (نو– Noo ) وهو جدهم الكبير). ومعلوم أن الجد بعد الطوفان هو نوح عليه السلام . وهنا أحب أن أذكر قصة أوردها الدكتور عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الانبياء ، نقلاً عن تاريخ الأدب الهندي – الجزء الأول المختص بالثقافة الهندية- للسيد أبي النصر أحمد الحسيني البهوبالي- مخطوط صفحة 42-43 قال في الباب الخامس وعنوانه( برهمانا وأوبانشاد) يقول: ( ومما يلفت النظر في ساتا برهمانا قصة الطوفان التي بينت في ضمن بيان الضحايا، والقصة وإن اختلفت في وجوه كثيرة عن ما في القرآن والتوراة، إلا أنها توجد شواهد قاطعة تربط القصة الهندية مع السامية وتوجب الإهتمام ، ففي هذه القصة البرهمانية يقوم (مانو-Mannoo ) بدور سيدنا نوح في القرآن والتوراة، و(مانو) إسم نال التقديس والإحترام في أدب الثقافة بأسرها من الوثنيين. وذات يوم عندما كان (مانو) يغتسل في النهر ، جاءته سمكة وقالت أنها ستنقذه. وعاشت السمكة في المرتبان ن فلما كبرت أخبرت (مانو) بالسنة التي ياتي فيها الطوفان ، ثم أسرت على (مانو) أن يصنع سفينة كبيرة ويدخل فيها عند طغيان الماء ، قائلة أنا أنقذك من الطوفان.فمانو صنع السفينة والسمكة كبرت أكثر من سعة المرتبان، لذلك ألقاها في البحر، ثم جاء الطوفان كما أنبأت السمكة وحين دخل (مانو ) السفينة عامت السمكة إليه فربط السفينة بقرن فجرتها إلى الجبال الشمالية، وهنا ربط مانو بشجرة عندما تراجع الماء وخف بقي مانو بوحدته.).يعلق الدكتور النجار قائلاً: (هذه هي قصة الطوفان وأهميتها الحقيقية ليست في الإتصال الموعز في كلمات مانو والسفينة والطوفان ن بل في النور الذي ترميه القصة في كشف التاريخ الإبتدائي) .إنتهى المصدر
ذكرنا آنفاً أن (مانو) تعني بالنوبية: ذاك الجد، وأن (ما-ma ) إسم إشارة للبعيد، ولا غرابة في أن تصف الهنود نوح عليه السلام بالجد البعيد ، وذلك لبعد موطنه وأصله النوبي .
جبل الجودي:- جودي– jooddi ) : تطلق في النوبية على نوعين من الأدوات الحجرية :- 1/ حجر النار الذي يستعمل في صيانة الأسلحة. 2/حجر الطحن الذي يستخدم في طحن الغلال. لا أخالف كثيراً الذين يقولون أن جبلاً بإسم الجودي لا يوجد في بلاد النوبة ، وذلك للأسباب الآتية :
1/ 
أن القرآن الكريم يصف موقع نوح عليه السلام حين رست السفينة على الجودي،يقول الله تعالى في سورة هود-آية 44 (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين). يعني هذا أن السفينة رست في منطقة بعيدة عن موطنهم الأصلي (بلاد النوبة).
2/ 
أن الله تعالى منح الأولين القوة الجسمانية والعمر الطويل ، ولذلك كان التحرك والإنتقال من مكان إلى مكان سهلاً بالنسبة لهم ، كما منحنا القوة العقلية ولكن على حساب القوة الجسمية. قال تعالى في سورة الروم ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض وعمروها أكثر مما عمروها ). وذكرالمؤرخون أن أول بلدة استقر فيها نوح عليه السلام بعد الطوفان توجد في العراق ، وكانت تحمل إسم( أروي( Orwi وهي تعني بالنوبية (الملوك) جمع ملك (أور ( or
ملاحظة:هنالك ظواهر طبيعية غير عادية واكبت نشوء مجرى النيل في بداية الامر ، وذلك في شكل فيضانات واحتباسات مائية كانت تحدث من حين لآخر ، وكانت قوتها تتفاوت حسب كمية المياه المحبوسة ، إلى أن تكون المجرى بشكله الحالي ، كما أن البحر الاحمر ( بحر القيلزوم) لم يكن موجودا قبل حدوث الاخدود الافريقي مما يجزم أن شرقه وغربه كان وحدة جغرافية واحدة مما ساهم في سهولة الانتقال بين الجانب الافريقي والجانب الآسيوي .أما أصل لفظ القيلزوم فيرجع الى الأصل النوبي(قيلي) الذي يعني : الأحمر.
يو كابيد:
يو كابد: أم موسى عليه السلام :
ورد في التوراة سفر الخروج-إصحاح 4 آية 31 (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى ).
يو) تعني ماما ( الأم( ،) كابد ) تعني القراصة وهي من أنواع الخبز الفطير غير المخمر .وهو النوع الوحيد من الخبز الذي كان مسموحاً لبني إسرائيل بأكله في رحلتهم الطويلة كما جاء في التوراة – سفر الخروج إصحاح 12 الآية 15( سبعة أيام تأكلون فطيراً فإن من أكل خميراً من اليوم الأول إلى السابع تقطع تلك النفس من إسرائيل ) . كذلك وصفت القراصة في التوراة بخبز المشقة، ولذلك اعتمد عليها بنو إسرائيل طوال رحلتهم الشاقة لأ نها لا تحتاج إلى جهد كبير في الإعداد .جاء في سفر التثنية إصحاح 6 آية 3 ( سبعة أيام تأكلون فطيراً خبز المشقة لأنك بعجلة خرجت من أرض مصر ). وعن سبب تسمية القراصة بالكابد ، نرجع إلى الأصل النوبي ، ( كا ) تعني البيت.( بود) تعني العراء أي المكان الخالي من البيوت. المعنى الكلي : اللا بيت ، أو المكان الخالي من البيوت.
موسى عليه السلام :
موسى : يعني بالنوبية المرفوض وغير المرغوب فيه ، وينطق بالنوبية ( موسّا – Mossa )أي موسَان ،والمفردتان كلتاهما متدولتان في المنطقة بنفس المعنى. ويؤكد ذلك ما جاء في التوراة عن سبب التسمية .سفر الخروج-إصحاح 2 آية 5 ( فنزلت ابنة فرعون إلى النهر فرأت السفط بين الحلفا (6) لما فتحته رأت الولد وإذ هو يبكي ( 7ودعت إسمه موسى وقالت إني انتشلته من الماء). واضح هنا سبب التسمية، إذ أنها اعتبرته غير مرغوب فيه من قبل أهله ولذلك ألقوه في الماء.
النوبيون يستخدمون البقر قي الساقية
قال تعالى في سورة البقرة الآية(71) قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها.. الى آخر الآية.
نجد هنا شرطين للبقرة المطلوبة:-
الأول : ان لا تثير الارض، اي لا تستخدم في الحرث.
الثاني: أن لا تسقي الحرث، أي لاتستخدم في الساقية.
قد نجد في المنطقة العربية من يستخدمون البقر في عملية حرث الارض، ولكننا لا نجد من يستخدم البقر في السقي الا في المنطقة النوبية
السودان) فالنوبيون وحدهم هم الذين يستخدمون البقر في الساقية0 وكلنا يعلم ان وسائل الري الأخرى كالشادوف المصري والناعورة الشامية لا تحتاج إلى بقر للتشقيل. وهذا يضاف الى الادلة التي تثبت ان موطن موسى عليه السلام السودان.
في سفر الخروج –إصحاح-26-آية(15) يخاطب الله موسى: وتضع ألواح للمسكن من خشب السنط قائمة (16)طول اللوح عشر أزرع وعرض اللوح الواحد زراع ونصف . (18) وتضع الألواح للمسكن عشرين لوحاَ إلى جهة الجنوب نحو التيمنلاحظ (نحو التيمن ) إذ أن جهة الشمال جهة التشاؤم ، لأانهم عذبوا في الشمال واستعبدوا فيه بأيدي المصريين. وهنالك عادة فتح أبواب البيوت نحو الجنوب سائدة إلى اليوم في المنطقة النوبية ، كما أن أسطورة أن الشمال نذير شؤم أيضاَ سائدة. ولا أحد يفتح بابه نحو الشمال بالإضافة إلى أن الصلاة لا تقبل إذا صليت وأنت متجه نحو الشمال ويقولون للشخص الذي يتلاعب في صلاته (أرون كنى قر سيقيدل (Eron kanneigir siggiddel) أي إن شاء الله صلاتك نحو الشمال .
كذلك عندما رفض فرعون أن يرسل بني اسرائيل مع موسى الى موطنه (السودان ) أمره الله سبحانه وتعالى أن يطلب من بني اسرائيل فتح أبواب بيوتهم في اتجاه الوجه القبلي (الجنوب) قال تعالى في سورة يونس –آية 87 ( واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) فمنذ ذلك الحين صار فتح أبواب البيوت نحو الجنوب ( قبلي) عادة لدى النوبيين الى يومنا هذا .
ملاحظة أخرى عن يوم الأحد : حكى ابن جرير في اول أيام الدنيا ثلاثة أقوال ، فروى عن محمد بن اسحاق أنه قال : يقول أهل التوراة : ابتدأ الله الخلق يوم الاحد ، ويقول أهل الانجيل : ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ، ونقول نحن المسلمون فيما انتهى الينا عن رسول الله ( ص ) ابتدأ الله الخلق يوم السبت ، ويقول : وكمل الخلق يوم في ستة أيام فكان آخر هن الجمعة فاتخذه المسلمون عيدهم في الاسبوع .هذا يقودني إلى عادة نوبية قديمة ، النوبيون يفضلون تأسيس بيوتهم ) بناء الساس) يوم الأحد اعتقاداً منهم أن الله بدأ خلق الدنيا يوم الأحد ، ويقولون بالنوبية ( Kirag`e dinyat sumbut teddo tubbison ) أي الأحد الذي بدأ فيه وضع الأساس للدنيا.
كما أن ألواح السنط بهذا الحجم المذكور توجد بكثرة في السودان- سفر الخروج-إصحاح 17-آية(1) :وتصنع المذبح من خشب السنط طوله خمس ذراع وعرضه خمس ذراع .
والقرآن الكريم حينما يتناول هذا المشهد في سورة القصص –آية(7) وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين).في تفسير الجلا لين يقول المفسر : إن أم موسى ألقت التابوت في بحر النيل ليلاَ.(انتهى المصدر) . أفهم من قوله تعالى ( إنا رادوه إليك ) : أن رد موسى عليه السلام لم يكن لغرض الرضاعة فقط ، إنما الرد هنا رد مكاني ليمارس نشاطه الرسالي ، وهو يدعم الإتجاه مرة أخرى إلى حيث أتى : إلى الجنوب إلى عكس جريان النيل الذي حمل التابوت إلى قصر فرعون ، والله أعلم.
يقال أن سحرة فرعون أتوا من ناوى ، وتقع ناوى شمال مدينة امنتقو الأثرية( دنقلا العجوز) اشتهرت بالسحرة والقصص الروحانية على مر السنين .واسم (ناوى) أصلها من فعل :نيوى-Neiwe بمعنى يتنفس/يتحرك ،الاسم منه: نورتي Newertiتعني بالنوبية : الروح ، وبمرور الزمن تقلص الاسم إلى ناوى.أما ( امنتقو فتعني: وادي آمون بالدنقلاوية.
أواصل..مع تحياتي/الخير محمد حسين ابنعوف. 
موطن بني اسرائيل قبل نزولهم إلى مصر
جهتان اساسيتان في هجرة بني اسرائيل:
هنا لك جهتان اساسيتان في هجرة بني اسرائيل ، والجهتان هما:-
1/ 
الجهة التي اتجهوا اليها عندما نزلوا الى مصر .
2/ 
الجهةالتي اتجهوا اليها عندما خرجوا من مصر ( رحلة العودة) .
واذا ما استطعنا الوقوف على حقيقة الجهتين المذكورتين توصلنا بسهولة الى الاماكن التي شملتها الرحلة في مراحلها الاولى يقول تعالى في سورة البقرة –الآية-61-( قال اتستبد لون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصراَ فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة ) .الهبوط هنا يعني السير في اتجاه الشمال _ أي في اتجاه جريان النيل ، كما أن الصعود يعني الاتجاه نحو اعالي النيل. مما سبق أقول ان بني اسرائيل حين هبطو الى مصر كانو ا في منطقة اعلى من مصر –أي في السودان – اذ أن لفظ النزول يستخدم كثيراَ في وادي النيل للدلالة على السير او السفر إلى اتجاه جريان النيل-أي نحو الشمال – ، كأن تقول مثلاَ نازل من كريمة الى دنقلا ، ونازل من حلفا الى اسوان . فالنزل إذاََ هو الحركة نحو الشمال سواء كان ذلك براَ أو بحراَ (بالنهر) .
أما الصعود في رحلة بني اسرائيل كما ورد في التوراة على لسان موسى عليه السلام:-
في سفر عدد- اصحاح-33-فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس ونزلوا في سكوت (بلدة اثرية في المحس السودانية) ثم ارتحلوا من سكوت ونزلوا في إيثام التي بطرف البرية وساروا مسيرة تلاثة ايام في برية ايثام ونزلوا في مارة ثم ارتحلوا من مارو وأتوا إلى إيليم ( بلدة قديمة تقع جنوب عطبرة بين نهر عطبرة ونهر النيل – شرق الزيداب ) .
– 
سفر الخروج –اصحاح 3 –الآية -8-( فنزلت لانقذهم من ايدي المصريين واصعدهم من تلك الارض الى ارض جيدة واسعة . الى ارض تفيض عسلاَ ولبناَ ). وفي نفس السفر والاصحاح –آية 17 (فقلت اصعدكم من مذلة المصرين الى ارض الكنعانيين والحويين . الى ارض تفيض عسلا ولبنا) .
قبل الدخول في شرح الصعود دعونا نعرف ما المقصود بالكنعانيين والحويين. كنعان و كوش هما ابناء حام بن نوح عليه السلام . ومعلوم ان مملكة كوش النوبية تنسب الى كوش بن حام بن نوح عليه السلام . اما الكنعانيون فهم سكان الجزء الشمالي من النوبة ، إذ ان لفظ (كنى-kannei ) يعني الشمال بالنوبية. ولا وجود لحرف العين في النوبية،وفيما بعد استخدمته العرب للدلالة على سكان شمال شبه الجزيرة العربية.أما الحويون : فهم سكان الخوي ، وهي المنطقة الصحراوية الوقعة شرق بلاد النوبة وغربها الى كردفان ودارفور غرباً ، وإلى صحراء العتمور شرقاً (العتمور: أصلها : أتمور وتعني:أبريق مصنوع من الفخار تستخدمه النساء).
أماالاسم النوبي للخوي فهو (حوي) كما جاء في التوراة. فالصعود هنا يعني السير نحو اتجاه الصعيد أي الجنوب .
العبور كان نهرياً
الإسم القديم لعبري:
الإسم القديم هو ( أبرتي– abirti بالنوبية الدنقلاوية ،والفعل المضارع منه (آبري -abiri)
وهو إسم يطلق على أطراف القماش بعد ثنيها وخياطتها لتكون أكثر متانة ، وإسم أبرتي تشبيه للبحر حين انفلق لموسى عليه السلام بالقماش بعد شقه و ثني طرفيه وخياطتها .علماً بأن إسم البحر يطلق على النهر أيضاً في اللغة العربية.ولعل ما جاء في التوراة يؤيد ذلك :سفر الخروج-إصحاح 17 آيات 4،5 (فصرخ موسى إلى الرب قائلاً ما ذا أفعل بهذا الشعب، بعد قليل يرجمونني ( 5فقال الرب لموسى مر قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر خذها بيدك واذهب) .
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار صفحة (70) عن معنى العبرية (يقول الدكتور إسرائيل ولفستون أن لفظ عبري يعني العبور بالعبرية وهو نفس المعنى بالعربية).وعبرى هي المنطقة التي عبر منها سيدنا موسى إلى الشرق، فأتبعه فرعن وجماعته.قال تعالى في سورة الشعراء الآية -90- (فأتبعوهم مشرقين) .وورد في التوراة أن النبي موسى عليه السلام وجماعته عند ما عبروا البحر الى الشرق واغرق الله فرعون وجيشه ، ضربت مريم ابنة عمران الدف فرحاً بالنجاة والنصر على فرعون . والحقيقة الماثلة اليوم أن المنطقة التي تقع على الجهة المقابلة لعبري تسمى ( مريم بوت) : وتعني بالنوبية : أرض مريم أو منطقة مريم.
رحلة العـــــودة
كما ذكرت سابقاً أن الرحلة الأولى لبني إسرائيل كانت من الجنوب إلى مصر . يقول الله تعالى في القرآن الكريم(قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير أهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم وضربت علهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله) . الهبوط أي النزول في وادي النيل يعني الإتجاه نحو مصب النيل كما يعني الصعود العكس – نحو النابع – ومهمة موسى عليه السلام كان تحرير بني إسرائيل من عبودية المصريين بعد أن ضربت عليهم الذلة والمسكنة والغضب الالهي، علماً بأن مصر آنذاك كانت تطلق على الأجزاء الشمالية من السودان الحالي وصعيد مصر وذلك حسب ما أجمع عليه المؤرخون ، علماً بأن الشمال المصري كان عبارة عن مستنقعات خالية من النشاط البشري .ويقول المؤرخ السنغالي الشيخ انتاديوب : أن ما كان يسمى بمصر قديماً هو السودان الحالي . في التوراة- سفر الخروج- إصحاح (8)آية (8 ) على لسان موسى عليه السلام(فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين واصعدهم إلى أرض جيدة واسعة تفيض عسلاً ولبناً ). وفي سفر التثنية –اصحاح 6-آية -1- ( أحفظ شهر أبيب واعمل فصحاً للرب لأن في شهر أبيب أخرجك الرب إلهك من مصر ليلاً ) شهر أبيب من الشهور القبطية المشهورة في المنطقة النوبية ، ويعتمد عليها النوبيون في توقيت زراعة المحاصيل المختلفة وتحديد ارتفاع وانخفاض النيل إلى يومنا هذا .
وبملاحظة عابرة في السرد التوراتي يتبين الغموض أكثر، لأن بعض المواقع التي مروا بها في خط سيرهم (العودة ) معروفة بأسمائها القديمة إلى اليومورد في التوراة –سفر عد-إصحاح (33) آية (5) { فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس ونزلوا في سكوت ثم ارتحلوا من سكوت(منطقة أثرية في شمال السودان) ونزلوا في إيثام التي بطرف البرية ثم ارتحلوا من إيثام ورجعوا على فم الحيروث(قد تكون خشم القربة) وعبروا في وسط البحر إلى البرية وساروا مسيرة ثلاثة أيام في برية إيثام ونزلوا في مارة ثم ارتحلوا من مارة وأتوا إلى إيليم( بلدة قديمة تقع جنوب عطبرة بين نهر عطبرة ونهر النيل شرق الزيداب)وكان في إيليم إثنا عشرة عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا هناك ثم ارتحلوا من إيليم ونزلوا على بحر سوف (النيل الأزرق كما وضحنا سابقاً ،فقلب حرف الفاء باءً شائع في النوبية مثلاً: للتمر : بَنت وفنت- والكلام بنجد وفنجد)ثم ارتحلوا من بحر سوف ونزلوا في برية سين،(برية سين : تعني بالنوبية : سينار وهو الأصل لإسم سنار المدينة السودانية، سين: تعني السرة بالنوبية أما (آر) فتعني البرية والأرض والمنطقة وتوجد مناطق نوبية كثيرة شبيهة مثل : كمنار: أرض الجمل– تمنار: أرض البطيخ- حيثمار:أرض الحيثيين . نجد كثيرأ من الأسماء النوبية منتشرة في بقاع العلم مما يجعل البعض يظن أن النوبيين أتوا منها ، والصحيح العكس وذلك لقدم الحضارة النوبية مقارنة ببقية الحضارات).أواصل في السرد التوراتي:ثم ارتحلوا من برية سين ونزلوا في دفقة }.وتستمر الرحلة وأثاء الرحلة قاموا بختان جميع أبناء الذين ولدوا في مصر وفي رحلتهم الطويلة ، ورد في التوراة بأن المنطقة التي ختنوا فيها أبناء هم سميت بإسم المختونين، والبلدة التي تحمل هذا الإسم في السودان هي ( مريدي) ومريدي باللغة النوبية تعني (المختونون)
عيسى عليه السلام
أسي (Asse ) يعني بالنوبية الفسيل offset وهو فرع ينمو من البراعم الإبطية للساق الأصلية، ويكون لهذا الفرع مجموعاً جذريا مستقلاً ومجموعاً خضرياً يمكن فصلهاً عن النبات الأم ونقلها إلى مكان آخر، وهو ما يسمى علمياً بالتكاثر الخضريVegetative Reproduction ، مثال ذلك نبات الموز والنخيل .ولعل الشبه واضح في أن كلا الحالتين لا وجود فيهما للعنصر الذكري .وفي الآية (25 ) من سورة مريم يقول الله تعالى ( وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً ) .فالعلاقة واضحة بين السيدة مريم والنخلة ، فهي إنفصلت عن البشر وصامت عن الحديث معهم ولكن صلتها بالنخلة لم تنقطع وذلك في أحلك الظروف وذروة الأزمة. من العادات المتواترة عند النوبيون إنهم ما زالوا يستخدمون عصير التمر كطعام مفضل للمرأة النفساء وذلك في الأيام الأولى للولادة.
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم وليس من الشجر شيء يلقح غيرها.) وفي حديث آخر أطعموا نساءكم الولد الرطب فإن لم يكن رطب فتمر ، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران .
مريم: ميري: Mary
تعني :البركة المائية الصغيرة المفصولة عن النيل .أي الحوض الذي يحتفظ بمائه بعد الفيضان أي بعد نزوح النيل عنه .المعنى هنا:المقطوع أو المنفي أو الذي يهجره الناس. فقد أراد الله تعالى عالم الغيب وما سيكون أن تسمى السيدة مريم بهذا الاسم لتواجه مصيرها مع قومها مستقبلاً عندما حملت بعيسى عليه السلام وهجرها قومها.قال تعالى ( فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً ) سورة مريم –آية 27
ملاحظة: قال تعالى في سورة مريم (فأجاها المخاض إلى جزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) لم يقل إلى تحت النخلة أو ظل النخلة، لما ذا الجزع إذن؟ لان الجزع مصدر الفسيل ، ففسيل النخلة تخرج من جزعها .فعلاقة النخلة بالبشر علاقة خلقية فضلا على انها نموذج حي لقصةالسيدة مريم وابنها عيسى عليه السلام.
ملاحظة:
قال تعالى في سورة مريم (فأجاها المخاض إلى جزع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) لم يقل إلى تحت النخلة أو ظل النخلة، لما ذا الجزع إذن؟ لان الجزع مصدر الفسيل ، ففسيل النخلة تخرج من جزعها .فعلاقة النخلة بالبشر علاقة خلقية فضلا على انها نموذج حي لقصة
السيدة مريم وابنها عيسى عليه السلام .
فالله تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى .
وخلق حواء من ذكر بلا أنثى .
وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر .
وخلق النخلة من طينة آدم.
يقول الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) سورة آل عمران . أن القاسم المشترك بين آدم وعيسى عليهما السلام هو ( الروح) روح الله هي التي جعلت من الصلصال إنساناً في حالة آدم ، وجعلت من اللاشيء إنساناً في حالة عيسى عليه السلام . فال تعالى ( ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) الضمير في ( فيه ) راجع إلى فرج السيدة مريم ، أما في شأن آدم عليه السلام فقوله تعالى ( فإذا سويته ونفخت فيه من من روحي فقعوا له ساجدين ) لاحظ الفرق بين (روحنا ) و( روحي ) في الأولى بواسطة الملك أما في الثانية فلا وساطة.
الإنجيل :
(
أنجي -Angi ) يعني الحياة و( آنجي) يعني الفعل يحيا، أما ( إيل -eel ) فهو أداة إسم الفاعل كما ذكرنا من قبلالمعنى الكلي للإنجيل هو : المحيي فكان عيسى عليه السلام يحيي الموتى بإذن الله.
إسحاق عليه السلام
يقول الثعلبي في كتابه : قصص الأنبياء صفحة 96 في وصف يوسف عليه السلام( أن يوسف ورث الحسن من جده إسحاق بن إبراهيم، وكان أحسن الناس ، وإسحاق هو الضاحك بالعبرية.(انتهى المصدر).وهو نفس المعنى بالنوبية ، فالكلمة أصلها (أسو آق ( osu ag ويعني الضاحك أيضاً . ففي جبال النوبة مازالت الصيغة النوبية هي السائدة، فـ (أُسوآق) هو إسحاق عندهم حتى اليوم.

مع تحياتي/الخير محمد حسين ابنعوف