محمدالطيب (حنفي) شاعر الدوبيت الرائع وحواره مع القرين ومسدار ام سماح

قالوا :- لكل شاعرٍ مجيد شيطان يملي عليه الشعر. وإليكم قصة بطلها شاعر الدوبيت المتفرد حنفي حاج الطيب أبو المرضية وهو شاعر موهوب له شعر غنائي جميل وله دوبيت في غاية الروعة والجمال الا انه لم يلق حظه من الاعلام ولكنه مشهور في بادية الكبابيش وفي كردفان عامة. فقد ولد ونشأ ببادية الكبابيش ورحل مع الظاعنين و سرح بإبلها وأغنامها وشوقر ونشق واستنشق دعاشها وهمبريبها ونوار اشجارها واستظل ببيوتها ذات الطنائب الممدودة ودرس كل المراحل التعليمية بها عدا الثانوي بخور طقت والجامعة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم وهو ابن وحفيد اسرة متصوفة وجده الشيخ موسي ابو المرضية مشهور ببادية الكبابيش ومن الاوائل الذين أوقدوا نارالقرآن في تلك البوادي ولاني قريب الشاعر وصديقه ورفيق صباه لاحظت انه توقف عن كتابة الشعر وأخص الدوبيت وفي لحظة أنس جميل والبادية خريف والليل مقمر كما يقول شيخ الصعاليك الشنفرى ونحن نستمع الي كاسيت جديد للشاعر الجميل الدكتور ودبادي العكودابي وكنا نتوقف عند قصيدته التي بعنوان السماعة التي فارقت نعيمها وهي جديدة لان عودة الدراويش وحد الزين وجدّي سعيد والريد اللّصم كنا نحفظها سابقا وقد كان الكاسيت أرسلته لحنفي إحدي حسناوات البندر .حنفي يخاطبني قائلا من الاشقي سماعة ودبادي التي انتقلت من الايدي المنعمة الي الايدي التي مازال بها اثار المنجل كما يقول ودبادي ام هذا الكاسيت الذي قطع هذه المسافة ثلاثة ايام بلياليها علي ظهر لوري من ام در الي منطقة ام سنطة ريفي حمرة الشيخ وقد نظم قصيدة جميلة في هذه القصة مخاطبا غادة التي اهدته الكاسيت حيث يقول فيها

واسال غادة ببساطة الشعراء والدوبيت
اذا ما فارقت فردوسها سماعة الاحزان والذكرى فماذا فارق الكاسيت

ولكنني هنا بصدد الدوبيت فقط وخاصة الرباعيات قلت لحنفي: ( يا خوي انت الايام دي قرينك شوقر والا شال الرّيف )؟

والقرين بفتح القاق وكسر الراء عندنا في البادية هو الجن الذي يصادق الشاعر ويملي عليه الشعر وأظنها خرافة ومبالغة أطلقها بعض الناس علي الشعراء الموهوبين ولكني وبعد الليل ماجن وناس ليلي جنيّ صحوت علي دندنة حنفي وهو يكتب. سارقت النظر ثم لزمت الصمت ونمت وفي الصباح أخبرني قائلاً : (ياخوي البارح القرين عاد واجادعنا اني واياه النم ) ليسلمني أجمل حوار دوبيت مع القرين واليكم الحوار

حنفي :-

خَبَار لُغَتَك بِقَت مِتبهدله ومُنْحَطَّه

يا مَالِكْ زِمَام حرفاً سواك مانخَطَّا

نايِمْ لِي بَدَرِّج ْ فيكْ مَحَطَّه محطَّه

ما عارفني كَحَّالَ العِيون بالشَّطَّه

القرين:-

خطوطي الحَمْرَا حاسِبْ ليها ما تَتْخَطَّا

أَنَا وَدْ كِيفي سَرْجَك فُوقِي ما بِنْخَطَّا

شَرْطِي مَعَاكَا لا تَهَدِّدْنِي لا تَنْشَطَّا

وحَذَارك تَاني فوق ضِيلَ (ذيل) النِّمِرْ تَتْوَطَّا

حنفي :-

بحرك موجو اصبح ما بعوّم بطَّه

وفي الباقيلي جمّام الينابيع قطّا

راجع الخلفي مالك والسنين منشطَّه

لامن ليك اقزام الشعر تتخطاَّ

القرين:-

جيب ايدك رهان يا زول نسيبت النطَّا

سهم من شارد النم لا علا ولا وطَّا

اوكت ما اشدّو وتر القوس معاي يتمطَّي

جهّز دفترك وقول سطر ما انطَّا

وقد كان جهّزت دفتري لادون الروائع ولاني من عشاق الرباعيات من الدوبيت البداية كانت بمسدار ام سماح:-

بعد التوبة والحج والتضرعك وذلّك

معقول تاني قلبك لي الصبابة يدّلك

وكان فتقن براعم في مزارع فُلّك

بتتنسّم عبيرهن والله تزكم كُلّك

كزيمة الدابو دايف وقرنو يادوب مارِقْ

ورقابة تري وتامن فصوصك زارِقْ

لونك زي صفا السويتي شف ومطارِق ْ

حسابي معاكي اصبح دين قيامة وفارِقْ

الشَّف والمَطاَرق صنف من حلي الذهب وينضم معهن السوميت

طلع وجه ام سماح شقّا الغمايم فاج

رجع عشقاً قديم لى نمــّتـى البى مزاج

أعـــزّل فى الكلام وأعمل نجوم فى تاج

أجمــّل بيهو مين والزوله ما بتحتاج؟

والحق يقال ان تاج الشعر والفن باقي ما بقي الدهر وتاج الحلي الي زوال وان كتر البوبار في الاونة الاخيرة وكلنا لا يعرف ان لجدي المسالمه حُلي ولكننا نعرف ان له القوام اللادن والحشا المبروم

طلع وجه أم سماح وأنا حظى غايب نجمو

رجع لى جن قديم ناهم الحبر لى رجمو

طريت الدابو فرهد وعمرو مازى حجمو

ولسانى إنفكــا نـــم كايس طريقة لجمو

يازول لسانك اريتو مايقيف وان وقف من اين لنا بهذه الدرر ولكن ما اروع اجابتك

ولجمو صعيب لسان الفارق المهدولة

نجمو الغاب زمن راجى الطلوع من طولا

نضمو برصّو رص بى كلّمتو المعزولة

وبعد داك كـــلّــّو قصـــّــر من سماح الزولة

وبعد كل هذه الدرر اتقول لي انك لم تقدر علي وصفها اذن صفها لنا فيقول:-

العين كاحلة ناعسة وسوده

ناهيك من جمالها وشامتها الفي خدوده

انا ما بنساكي كان صعبت علي العودا

نغمك ود سعيد ادم بخلف اللودا

اللود نوع من عزف المزمار (الزمباره) الم يقل هو انه ابن سرحتها

الخلاني ارجع لي ليالي غرامك

قوامك واحتشامك وابتسامك وشامك

يا ست ريدي يا الزعلك محلي كلامك

انظري في قضيتي الطولت قدامك

قول لى ناس على الشيخ والبريدو غنـــاى

فاقد الليله سوّاقة النجوم فى سماى

من كتبت تواريخ لى الجمال جوّاى

بقيت شعر الغزل بعرف روايعو براى

ونشكرها لانها كتبت تواريخ الجمال بقلبك لتخرج لنا هذا العسل السوداني كما يحلو لناس الوان

حسب كل النجوم طرفاً حزين ما لاقا

راجع لى حسير قال فاقدك آ السوّاقه

عقود نادر قصيد ناضم حديثها دقاقه

عربون عشقى ليك تهديهو لى الزوّاقه

حــر تيرابك اللا فيهو شك لاحجى

مر لوك الحناضل ريدك آ البتلجــّى

ضـــر ياعانس أخوى البى السفال بتدجـــّــى

نحنا نطفــّــى جمر وإتى تانى توجى

سنين زارع سنابلك والسحاب متكون

ولامتين أرجى وابلك لى الصحارى يلون

مدام حارق قنابلك فى الفؤاد بتدوّن

براى ياتو البقابلك وفى قصايدو بدوّن

لا لا انت قول ونحن نكفيك شر التدوين وان اصابنا بعض الرتوش من قنابلها

لونك ونكهتك شلتيها من الموزه

وعليهن زدتى بسمات من بياض اللوزه

شعرك من جناح إضليم نعاماً زوزا

وبخت العندو فى قلبك غرف محجوزه

ولكن اظنها ياحنفي لاتحب الغرف وهي من انصار مساديرك الاولي ونحن كذلك حيث تقول:-

قطعوهو الضعنهن في الرحيل متباري

واتشبح فريق عربا عزاز ومضاري

ولدا كيفي طافش وفي المدارس قاري

ما بتسمعلو في طاعم غناهن طاري

عفوا حنفي رغم الغربة وزخم مواني المدن النفطية والغرف المكند شة الاّ ما زال القلب يشتاق الي البيت الذي فيه مكان للهمبريب والدعاش

فطيمة الدارتن صى صايدن بى محيله

انا أسباب وجعي ها العين الكستها كحيله

مشاف عينىّ وضيبها مدفقاهو نخيله

وأف من عرطمن بتنونى فوقو نحيله

العرطم هي الشفاه ولكنها شفاه لا كالشفاه الملونه والوضيب هو الشعر الذي كشعر جميلة الرائع ابوامنة حامد

و كايس لى نظاماً قصايدو رصاين

يرسّل شوقو دوبيت لى أم سماحاً باين

قالو المن زمن سوّت فؤادى كماين

بلوم واديها بسأل ولى حمامى بعاين

يا المحتشمه طبعك ومن وليك مستحيه

يعيش راس أمك الجابك فريده ويحيا

يا الهبلتى جهّالنا وشيوخ ملتحيه

قماريكى البتسأل بلغيها التحيا

ولكن عدالة السماء ياحنفي كانت رحيمة بشيوخنا حتي لاتنحرف لحاهم اكرمهم الباري ب (انكحوا ماطاب لكم من النساء مثني…….. الي اخر الاية)

شركتيلو كيف جوز القمارى الركا

ومن جبتى حدق البى الضهيرات جكّا

ضفايرك فرتقا وفات الهوا الإنفكّا

ورمشتى ورشرشك قال أصلو ماينفكّا

مسالب صُل عليك والله ما يتتحكّا

ولا مطيرق نخيل فـرّاعو مال وإتكّّا

مهر قلبك عجيب فيهو الخلق منجكه

وبفوز بيهو الدفع نادر قصيد مو فكه

ماخده قوام قنايه وخضرة السنمكه

وراحتك ونوم عيون العاشق البتبكا

فى زول فاقدك سرف عينيهو ما بتوكا

يا ام إسما مقام جبلاً قريب لى مكّــه

عندى الحق أكون شاعر البدو المتمرد

وعاذر القالو خارج سرب أهلنا بغرّد

بسمتها وعيونها وخدّها المتورد

هى الجابرانى أكون شاعر غزل متفرّد

ولك نرفع التمام بانك شاعر دوبيت متفرد و نهدي مسك الختام من حنفي لسودانيي وسودانيات النكهة والزوق واللون والرائحة والطعم لا سودانيين الجغرافيا والتاريخ ولامات نفل فقط

اتي شتلة ريدك بيك بَخَلنْ تضاريسك

وعلى القاصدك عِلن بلحيل متاريسك

على باقى البنات والله ما اقيسك

ليهن يا ام عروض غادى وبعيد ميسك

اتى حكايه ما أنفكــّت نواميسك

وفى خلق الله ما ظهرت مقاييسك

نايم صاحى مشغول بى هلاويسك

ولى هسّـــاعة ما تمت كراريسك

شوف الروعة في اتي شتلة ريده بيك بخلن تضاريسك وعلي القاصدك عِلن بلحيل متاريسك ومادام لي هساع ما اكتملت كراساتها وانا ممسك بقلمي ودفتري و(استان باي) علي طريقك السشاعر مظعن الكباشي السراجابي :- الليلة اصبحت كاكك وبردلوبك لابسو علي بي خيط حرير شبل الزمام في حوابسو) سوف لا ادون هذه المرةولكنني سوف ارسم لان القادمات تحف حتي نعود والعود احمد

سوف نتطرق الي مسداير حنفي الباقية كمسدار القمرية ومسدار العَْركة ومسدار الخريف والكثير من المطولات في القادم وجاتك تاره يا حنفي

عبيد الطيب (ودالمقدم) بادية الكبابيش